
الرحلة بين محطات الحياة المختلفه:
الحياة رحلة ومحطاتها كثيرة ومتنوعة، كل محطة تحمل معها تجربة جديدة، درسًا مختلفًا، وفرصة لاكتشاف الذات والعالم من حولنا، قد يجد البعض راحة في الوقوف عند محطة واحدة، حيث يكون الأمان والروتين هما العنوان، ولكن هل تستحق الحياة أن تُختزل في محطة واحدة؟ أليس في التنقل بين المحطات متعة الاستكشاف ولذة المغامرة؟
السبب وراء عدم القدرة على الوقوف في محطة واحدة يكمن في رغبتنا الفطرية في النمو والتطور، فنحن مخلوقات تطمح إلى ما هو أبعد، نتطلع دائمًا إلى ما لم نختبره بعد، وما لم نكتشفه من قدراتنا وإمكاناتنا، الوقوف عند محطة واحدة يعني الاستسلام لركود قد يقتل فينا روح الطموح والإبداع. إنه يعني الانغلاق على ذاتنا ومنعها من استنشاق نسائم التجديد والتغيير.
في كل محطة جديدة نزورها، نكتسب أفقًا أوسع وفهمًا أعمق للحياة، نتعلم من نجاحاتنا كما نتعلم من أخطائنا، نصبح أكثر قوة وصلابة، وأكثر حكمة ونضجًا، والتحدي الحقيقي يكمن في عدم الوقوع في فخ الاستقرار المفرط، وعدم السماح للخوف من المجهول أن يعيق خطواتنا نحو المحطات الجديدة.
الانتقال بين المحطات هو ما يجعل للحياة رونقها الخاص، يجعلها مليئة بالألوان والتجارب التي تضيء مسيرتنا، كل محطة نزورها تضيف لمسة سحرية إلى رحلتنا، وتجعل من كل خطوة نخطوها مغامرة تستحق أن تُعاش. لذلك، لا تخف من المضي قدمًا، لا تخشَ من تغيير المحطة، ففي كل انتقال، تولد فرصة جديدة، وفي كل فرصة، تكتشف جزءًا جديدًا من نفسك.
الحياة أقصر من أن نقضيها في محطة واحدة، لنستمتع بكل ما تقدمه لنا من محطات، ولنكن على يقين أن التنقل بينها هو ما يمنحنا القوة لنستمر، ويمنحنا الحكمة لنفهم، ويمنحنا السعادة لنحيا بكل معنى الكلمة.
للكاتب / احمد جبريل عبدالله